فيلم قصير إنّ الفيلم القصير ليس حِرفة يكسب من ورائها الشخص لقمة عيشه، بل هو وسيلة للوصول إلى الحرفية وإبراز الموهبة في الوقت ذاته، ومن الجدير بالذكر عدم وجود قاعدة محدّدة لكتابة السيناريو الخاصّ بالفيلم القصير، إنّما توجد بعض المبادئ التي تنجز شريطاً مميزاً، وهي ما سنعرضها في هذا المقال.
كيف تكتب سيناريو فيلم قصير - اعرف أنّ الفيلم القصير ليس فيلماً طويلاً تمّ تقصيره، وأنّ محاولات تقصير الفيلم الطويل دائماً ما تفشل؛ نظراً للتباين الكبير بين الفيلمين من حيث الفكرة والشخصيات، والأحداث، والعقدة.
- اصنع فيلماً لا تتجاوز مدّة عرضه الثلاثين دقيقة؛ فهذه هي المدّة المعتمدة لدى غالبية المهرجانات العالمية التي تُنشئ مسابقات الأفلام القصيرة، ولتحقيق أقلّ مدّة ممكنة للفيلم القصير بإمكانك تجسيد الحدث الكوميدي أو المضحك مثلاً في دقيقتين أو ثلاث فقط دون المبالغة في سرد الأحداث، وتذكّر أنّ الفيلم لا يظلّ عالقاً في ذهن المشاهد لأنّه ظريف فقط، بل لأنّه يدفعه إلى التأمّل والتفكير، وإذا زاد الفيلم الخاصّ بك عن هذه المدّة فزِد عدد الشخصيات والأحداث.
- ابحث عن فكرة أو موضوع؛ فالفيلم القصير يحمل في بنائه الدراميّ ثلاث نقاط أساسية، هي: الحدث، والشخصية، والعقدة أو المشكلة، ويفضّل أن تكون الفكرة حول واقعة أو حدث يُصادف إحدى الشخصيات، وأن يكون الزمن محدّداً في وقت الوقوع الفعليّ لتلك الواقعة، كما أنّه من غير المناسب اختيار حدث يستغرق عدّة أيام.
- قدّم الحدث بشكلٍ متين وكامل، وابنِه حول فكرة مألوفة، مثل الأفراح، وأعياد الميلاد، واليوم الأول في المدرسة، وزيارة مفاجئة لصديق؛ لأنّ اختيارك لأفكار غير مألوفة سيضطرك لإضاعة الكثير من الوقت في الحديث عن التفاصيل الزائدة أو المملّة لتوضيح الفكرة التي تريدها؛ مما لا يتناسب مع الفيلم القصير، ومواضيع السفر من المواضيع الدارجة التي يتم طرحها كثيراً في الأفلام القصيرة.
- حدّد الشخصية والعقدة قبل البدء في الإنجاز الفعليّ للفيلم مثلاً اسأل نفسك: من هو البطل؟ وما هي شخصيته؟ وما هي المشكلة التي تواجهه؟ وكيف سيتعايش المشاهد مع مشكلته؟ هل ستدفعهم للتفكير؟ وهل الطريقة التي أعرض بها فكرتي هي الأفضل لذلك؟
- أبرِز الأسباب التي تدفع الشخصية الرئيسية للإقدام على ارتكاب هذا الفعل أو الامتناع عن ذلك، وعادةً ما تتمثّل هذه الدوافع في الرغبة أو الحاجة أو الواجب، ويجب أن تصنع شيئاً ما يحول دون تحقيق البطل لمراده.
- عبّر عن الحالة النفسية والداخلية للشخصية الرئيسية بشكل واضح؛ بحيث يتمكّن المشاهد من الإحساس به والتفاعل معه، وبينما تعبّر الكتب بالكلمات ونقرأ عبرها أفكار الشخصيات، فإنّ الفيلم يعرض جزئيات وإشارات وأفعالاً تُظهر ما يُخفيه البطل داخله.